طرق تحبيب الصلاة الى ابنائنا وطرق تعويدهم عليها - بصمة | نلهمك لتبدع
طرق تحبيب الصلاة الى ابنائنا وطرق تعويدهم عليها
حجم الخط :
A-
A=
A+

 طرق تحبيب الصلاة الى ابنائي

من أعظم المهام المطلوبة من الآباء والأمهات وارقاها هي مهمة تربية الأبناء وتأديبهم، ومن أعظم صور التربية؛ تربية الأبناء وتعليمهم الصلاة، وغرس محبتها في قلوبهم بما للصلاة من أهمية عظيمة في حياة المسلم.

فالصلاة هي حلقة الوصل المباشر بين العبد وربه، والصلاة هي راحة قلب المسلم وقرة عينه، وتجعله يشعر بالراحة والطمأنينة والسكينة، والصلاة هي اول ما يحاسب عليه المسلم، وهي عامود الدين، وبها يتوقف العبد متوجها إلى الله لمناجاته وذكره وتعظيمه، وهي الحصن الحصين لابنائنا من الذنوب والمعاصي.

يقول الله تعالى( ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر)

فإن كنا نخاف على أبنائنا ونسعى لتأمينهم فى هذه الحياة؛ فالأولى ان نشفق عليهم ونخاف عليهم من ترك الصلاة ومن عذاب جهنم والعياذ بالله.

فأبناؤنا أمانة في اعناقنا ويجب علينا أن نربيهم تربية صالحة تنفعهم في الحياة الدنيا والآخرة.

واذا قصر الآباء في تربية أبنائهم فسيحاسبون على ذلك ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).

وللأسف نجد اليوم اهتمام الآباء والأمهات في تأمين حاجات أبنائهم المادية كالمأكل والملبس والألعاب والدراسة.. ويتغافلون عن اهميه تعليم أبنائهم الصلاة بحجة صغر سنهم او يعلمونهم الصلاة بطريقة غير صحيحة تجعل الأبناء ينفرون من الصلاة او يصلون فقط خوفاً من عقوبة الأهل.

ونلاحظ هذه الأيام وجود عدد كبير من الأهالي الذين يعانون من صعوبة كبيرة في تعويد الأبناء على الصلاة، خاصة في ظل تعلق الأبناء بالألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.. مما يؤدي إلى تثاقل الأبناء إلى الصلاة وقلة التزامهم بها.

وفي هذا المقال نعرض بعض الطرق والاساليب لتعويد أبنائنا على الصلاة وتحببيبها إليهم. ولكن نذكر بعض النقاط المهمة قبل البدء بهذه الطرق.

لكل طفل شخصيته وطبيعته التي تختلف عن غيرها، وهناك فروق فردية بين الأشخاص فما يفيد من وسائل واساليب مع طفل؛ قد لا ينفع ولا يجدي مع طفل آخر، لذا يجب التنوع في الاساليب والطرق لمعرفة الاسلوب الأمثل مع شخصية الطفل. والاهل هم الاقدر على اختيار اسلوب مناسب لشخصية الطفل.

أن مسألة تعويد الأبناء على الصلاة لا تتحقق بكلمة عابرة او موعظة قصيرة بل تحتاج إلى صبر وتدرج وحكمة، قال تعالى في سورة طه( واؤمر اهلك بالصلاة والصبر عليها، لا نسألك رزقا انا نرزقك والعاقبة للتقوى)

والاصطبار هو صيغة مبالغة للصبر، لان أقامه الصلاة والمحافظة عليها يحتاج إلى مجاهدة النفس وتطويعها.

لتكن نيتنا في تعويد أبنائنا على الصلاة هي ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ولنحتسب الأجر والثواب من الله، وقبل كل شيء نتوجه إلى الله جل جلاله بالدعاء مستعينين به على هذه المهمة العظيمة فمهما بذلنا من أسباب تحقيق هذه الغاية فلن ننالها الا بتوفيق الله لنا، نسأل الله العلي القدير أن يعيننا واياكم على حمل هذه الأمانة، ويجعل ذرياتنا وذرياتكم ممن يقيمون الصلاة، اللهم آمين.

طرق وأساليب تعويد الأبناء على الصلاة:

يجب أن ننتبه ان لكل مرحلة عمرية من مراحل الطفولة أساليب خاصة بها،

نبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة من عمر 3 إلى 5 سنوات؛

تعد هذه المرحلة من مراحل التقليد لدى الطفل، فالطفل في هذه المرحلة يقلد كل ما يرى لذا على الاب او الأم ان يصلي في مكان يراه أطفاله، ولا يمنعهم من الاقتراب منه او قطع صلاته، او الوقوف بجانبه، او الصعود على ظهره وهو ساجد، ولا يجب أبعاد الأطفال بشدة عن المصلين، حتى لو تحرك الطفل او اقترب وهو يصلي، لان ذلك يعتبر من التنفير في الصلاة، بل يجب تشجيعهم على ذلك ومداعباتهم لغرس حب الصلاة في نفوسهم، في هذه المرحلة نحاول تعليم الطفل سورة الفاتحة وبعض قصار السور، وخاصة أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية لديهم قدرة مميزة على الحفظ.

ثانيا مرحلة الطفولة المتوسطة؛

 

وهي المرحلة التي تكون ما بين سن الخمس إلى سبع سنوات، أهم ما يميز هذه المرحلة قدرة الطفل على ادراك المحسوسات حوله، ويتطور تفكير الطفل، ويتحسن لذا يجب في هذه المرحلة تعليم الطفل نعم الله تعالى علينا وفضله، وكرمه وعن حب الله لعباده ورحمته بهم وكذلك تعليمهم أسماء الله الحسنى وصفاته وضرورة طاعة الله سبحانه وتعالى وبناء العاطفة والحب تجاه الله سبحانه وتعالى ونحتاج إلى مدة قد تصل إلى سنة لتحبيب الصلاة إلى نفوس أولادنا؛ ونروي لهم قصة الإسراء والمعراج التي فُرض فيها الصلاة ونعلمهم الأحاديث التي تحض على الصلاة ومن المهم في هذا العمر ان نبعد عن الأمر المباشر في الصلاة لان هذا وقت الترغيب وتحبيب للصلاة، فوقت الأمر بالصلاة لم يحن بعد لذا لا يجوز استخدام اسلوب الترهيب في هذا العمر ابدا. وفي هذا العمر يجب أن نكون قدوة حسنة لاطفالنا، ومن المهم في هذه المرحلة تعليم الأطفال أحكام الطهارة البسيطة وبناء علاقة الطهارة بالصلاة، كما يجب تعليمهم وتدريبهم على الوضوء، ومن الممكن تدريب الأطفال على الوضوء والصلاة بمتعة وتسلية، مثل الرسم والتلوين، تحميل مقاطع فيديو واناشيد للأطفال عن الصلاة والوضوء، بالإضافة إلى تعليمهم اسلوب التقليد والمحاكاة، كما يجب تعليمهم مواعيد الصلاة واحترام الآذان، وتعليمهم أوقات الصلاة بشكل تدريجي وعلى فترات ويكون ذلك بشكل بسيط يوافق قدرات الطفل الاستيعابية والادراكية، وبالنسبة للأطفال الصبيان نشجعهم على مرافقة آبائهم إلى المساجد وهذا الامر يدخل السرور إلى قلوب الأطفال، هذه المرحلة هي مرحلة تهييئ للطفل وتشويق لامره بالصلاة لذا من المهم استعمال الاساليب والالفاظ المشوقة لهذه المرحلة، لتحبيبها إلى الطفل وجعله ينتظرها بكل شوق ومحبة.

ننتقل الآن للحديث عن مرحلة الطفولة الثالثة وهي مرحلة الطفولة المتأخرة،

ما بين سن السابعة إلى 10 سنوات، ويلاحظ في هذه المرحلة التغير في سلوكيات الطفل، حيث يبدأ التمرد واضحا ويبدأ الطفل بمحاولة إظهار شخصيته المستقلة، ويلاحظ في هذه المرحلة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، حتى وان كانوا قد تعودوا عليها، ف يلاحظ التكاسل والتهرب من الصلاة، لذا قبل البدء في هذه المرحلة؛ ننصح الاهل بعمل حفلة بسيطة عند بلوغ الطفل سن السابعة، وذلك لتهيئة الطفل للانتقال إلى مرحلة الأمر بالصلاة بحيث يشارك في هذه الحفلة الاهل والأصدقاء ويعلن خلال هذه الحفلة عن بدء مرحلة الأمر بالصلاة ويقدم للطفل الهدية في هذه المناسبة، سجادة صلاة صغيرة، ومميزة وللطفلة زي صلاة جميل وسجادة صغيرة.

ونبدأ منذ اليوم لأول لدخول الطفل سن السبع سنوات بتشجيعه وتذكيره بطريقة محببة للصلاة، ينبغي أن يُربى الطفل على ان تكون علاقته بالصلاة علاقة محبة وطمأنينة، وليست علاقة أمر ونهي وعقاب، لذا يجب علينا الانتباه إلى الفاظنا وتعبيراتنا المستخدمة في حث الأبناء على الصلاة، فتكون برفق ولين، وليست تخويف وترهيب، ومن الطف العبارات التي سمعتها، ام تحث أبنائها على الصلاة فتقول لهم هيا نصلي؛ لا نريد ان ينقص احد مننا في الجنة.

ومن المهم ألا نتهم أطفالنا بالكذب عند سؤالهم هل صليت؟ بل نحاول أن نستبدل هذا السؤال بعبارة هيا نصلي، فإذا كان الطفل قد صلى؛ فإنه سيقول لقد صليت، والا لم يكن قد صلى؛ سيقوم للصلاة، وبذلك لا نكون قد وضعنا الطفل في موقف قد يكذب فيه، فيقول قد صليت اذا سالناه هل صليت؟، ويجب علينا اختيار الوقت المناسب لحث الأطفال على الصلاة. وعدم الزامهم بالصلاة وقت راحتهم او لعبهم، ف الأطفال يكرهون كل شيء يخرجهم من مرحهم وأوقات ترفيههم.

في هذا المقال استعرضنا بعض طرق وأساليب تعليم الصلاة في المراحل العمرية المختلفة، نكمل هذه الأساليب في المقال القادمة ان شاء الله، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم مما قدمناه في هذه المقال.

اقرأ أيضًا:

التعليقات
avatar
انتصار
منذ 4 سنة
ربنا يصلح ابناءنا ويهديعم لكل خير
جزاكي الله كل خير
أضف تعليق