اقرأ ايضا اساليب التعامل مع المراهقين

تُعتبر المراهقة من اصعب واخطر المراحل التي يمر بها الانسان خلال فترة حياته فهي المرحلة الفاصلة بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب، يتعرض الانسان خلالها الى صراعات متعددة داخلية منها وخارجية . وهي ايضا المرحلة الفاصلة ما بين كسب الابناء او ضياعهم لا قدر الله.

مفهوم المراهقة 

المراهقة مصطلح حديث عمره 200 عام، ولم يكن موجود قبل ذلك، وترجع كلمة المراهقة الى الفعل العربي "راهقَ" الذي يعني الاقتراب من الشيء وتشير هنا الى الاقتراب من النضج والرشد وتعني فترة زمنية معينة من حياة الانسان، تمتد من انتهاء مرحلة الطفولة المتاخرة الى بدء مرحلة سن الرشد والنضج.

وتنفرد عن غيرها من المراحل بتغيير في حالة الانسان العقلية والاجتماعية والانفعالية والجسدية، وهي المرحلة التي يمكن ان يبني الانسان خلالها اتجاهاته وميولاته.

مراحل المراهقة:

تختلف المرحلة الزمنية للمراهقة من مجتمع الى اخر، وقد تكون طويلة في مجتمع وقصيرة في مجتمع اخر.

وقد قسم العلماء مراحل المراهقة الى 3 مراحل هي:

المرحلة الاولى: وهي مرحلة المراهقة من سن 11 الى سن 14 سنة.

المرحلة المراهقة المتوسطة: من سن 14 الى سن 18.

مرحلة المراهقة المتاخرة: من سن 18 الى سن 21

مشاكل المراهقة

في ايامنا هذه كثرت مشاكل المراهقة وتعددت  اسبابها بسبب الانفتاح الكبير الذي يجتاح العالم واصبح حلول مشاكل المراهقة حلم لكل عائلة، نتيجة الضغوطات النفسية الكبيرة التي يمر فيها المراهق، وتختلف مشاكل المراهقة من فرد الى فرد ومن اسرة الى اسرة. ومن بيئة الى اخرى.

نتيجة لاختلاف اساليب التربية، الحالة الاجتماعية، القيود التي تُوضع، مساحات الحرية، وهناك عوامل كثيرة اخرى يمكن ان تتحكم بمشاكل المراهقة،

طبعا من الممكن جدا ان تمر مرحلة المراهقة بكل هدوء دون أي مشاكل ، وتتعدد اشكال المراهقة بناء على اختلاف البيئة وطرق التعامل معها.

ومن اشكال المراهقة:

اولا: مراهقة هادئة خالية من المشكلات والمصاعب

2. مراهقة عدوانية عنيفة تتوصف ممارسات المراهق بالعدوانية

واخيرا مراهقة انسحابية:

يميل المراهق الى العزلة وعدم الاختلاط مع محيطه واسرته ومجتمعه لينفرد وينعزل بنفسه.

ومن اكثر الامور التي يعاني منها الاهل مع ابناءهم خلال هذه الفترة.. رغبة الاولاد بالتمرد على القوانين والاسرة وخوف الاهل الزائد على ابناءهم والنظر اليهم على انهم غير قادرين على التمييز بين الخطأ والصواب. ورغبة الاهل بابقاء ابناءهم تحت سيطرتهم.

اما اهم المشاكل في مرحلة المراهقة فهي مشكلة العنف لدى الابناء والتمرد والعناد.

يميل المراهق في هذه الفترة الى التخلص من القيود ويبدأ الشعور باستقلايته وأنه قادر على قيادة نفسه بدون توصيات من احد، الامر الذي يسبب مشاكل كبيرة بين الاهل والمراهق لعدم رغبته في سماع التوصيات والاوامر. ويسعى المراهق لتحقيق ما يريد عن طريق العنف والعناد والقوة، ومن المشاكل ايضا؛ ظهور اضطرابات نفسية لدى المراهق مثل الاكتئاب والرغبة في العزلة والخجل. وعدم الرغبة في مواجهة المواقف الاجتماعية .

وعادة ما يكون المراهق متقلب المزاج، ساعة غاضب وساعة حزين واخرى سعيد.

كما ان المراهق في هذه الفترة يشعر بالغربة والاحباط، يشعر بأن لا احد يستطيع ان يفهمه وان كل من حوله ضده، وكثيرا ما يردد "لا احد يفهمني"

ومن المشاكل ايضا مشكلة عدم الثقة بالنفس والقلق والتوتر، والسبب في ذلك الضغوطات الاجتماعية التي تتطلب منه اكثر مما يؤدي وكثرة النقد واللوم لتصرفاته.

وتبرز في مرحلة المراهقة مشكلة صعوبة اختيار الاصدقاء المناسبين.. وخطورة تأثير اصدقاء السوء على رفاقهم، وتقليد المراهقين لاشياء غريبة تكون بنظر الاهل غير منطقية وغير اخلاقية ويلاحظ ان المراهقين يعطوا اهمية بالغة للاصدقاء خلال هذه الفترة، وان المراهقين عادة شديدي الولاء والمحبة والتقدير لبعضهم، والواحد منهم يتأثر بطريقة سريعة وكبيرة جدا بشخصية وسلوكيات صديقه، الامر الذي يؤثر سلبا على شخصية المراهق اذا كانت افكار رفاقه سلبية او غير اخلاقية، ومن المشاكل ايضا، مشاكل التعامل مع الجنس الاخر، خاصة في ظل الانفتاح التكنولوجي، حيث ان وسائل التواصل الاجتماعي سهلت طرق التعارف بين الشباب والبنات المراهقين، الامر الذي قد يؤدي الى مشاكل كثيرة في حال عدم وجود قيود وضوابط اخلاقية ودينية ومراقبة لهذه العلاقات الغير مستقرة.

اخيرا من المشاكل ايضا، ظهور بعض السلوكيات السيئة لدى المراهقين مثل الكذب والتدخين والسهر خارج البيت وخطر الادمان.

نصائح لتهيئة المراهق لهذه المرحلة:

وللتقليل من المشاكل التي يمكن ان يعاني منها المراهق واسرته خلال فترة المراهقة، لا بد من تهيئة المراهق لهذه المرحلة، ولتهيئة المراهق لهذه المرحلة، ينبغي على الاهل ما يلي:

التحدث مع المراهق عن خصائص مرحلة المراهقة وانه سينتقل من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرشد، وانه سيكون مُكلّف امام الله سبحانه وتعالى عن تصرفاته واشعاره باطلاع الله عليه، فيتوجب عليه غض البصر وحفظ اللسان وحفظ السمع وحفظ جميع جوارحه. وانه سيصبح مسؤول عن تصرفاته وسيكون عليه مجموعة من الواجبات. وذلك لزيادة ثقة المراهق بنفسه، وتعويده على الاستقلالية في الامور المالية ، ليكون قادر على الادارة المالية في المستقبل، مثل تكليفه بأن يشتري اغراض البيت، واعطاءه مصروفه لمدة اسبوع.

ثانيا :يجب طمئنة المراهق الى انه ستطرأ عليه تغيرات جسدية وعاطفية وعقلية واجتماعية بطريقة عفوية وعدم السخرية من هذه التغيرات.

ثالثا : عدم ترك المراهق في تشتت وضياع نتيجة لافكاره والاجابة عن تساؤلاته بكل رحابة صدر ويُعلم المراهق الاحكام الشرعية الخاصة بالصلاة والصيام حتى لا يضطر الى ان يلجأ المراهق الى اخذ هذه المعلومات من الاصدقاء او من جهات يمكن ان تضره.

رابعا: توفير البيئة التربوية السليمة المبنية على الاسس الاخلاقية والدينية. ومن المفروض ان يكون جو البيت جو راحة و هدوء بحيث لا يفكر المراهق بالبحث عن الراحة والطمأنينة خارج اسوار البيت وتربية الابن على المصارحة وتبادل الثقة والعمل على طمأنة المراهق ولا نحاسبه على كل صغيرة وكبيرة.

بل يجب ان يكون هناك تجاهل لبعض اخطاء المراهق.

في هذه المقال تحدثنا عن مفهوم المراهقة ، مراحل المراهقة ، اشكالها واهم مشاكل هذه المرحلة وطرق التهيئة لها.

في المقال القادم ان شاءالله سنتابع طرق حل هذه المشكللات وارشادات وتوصيات للتعامل مع المراهقين ان شاءءالله.

لا تنسوا ابناءكم من صالح دعائكم وان يهيأ الله لهم الصحبة الصالحة ويهديهم لما يحبوه ويرضاه ويثبتهم على الاخلاق والفضيلة، ويجعلهم في ميزان حسناتكم