ذاكرة اللعب بالطفولة وتطوير المنعة (الحصانة) النفسية لدى الأطفال: منهج وقائي نمائي - بصمة | نلهمك لتبدع
ذاكرة اللعب بالطفولة وتطوير المنعة (الحصانة) النفسية لدى الأطفال: منهج وقائي نمائي
حجم الخط :
A-
A=
A+

ذاكرة اللعب بالطفولة وتطوير المنعة (الحصانة) النفسية لدى الأطفال: منهج وقائي نمائي
د. امجد احمد ابوجدي
عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسي - CCC-CCRP
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP


 


بالرجوع الى العاب الطفولة نجد ان نسبة مهمة منها تحمل ذاكرة إيجابية، تعكس مكونات انفعالية ومعرفية واجتماعية وجسدية تتمثل باستخدام الخيال، وتناوب الأدوار وتمثيلها، وممارسة التحكم والسيطرة على محتوى اللعب ومساره، وامتلاك الفرصة على التعبير، واستخدام الموارد والمصادر المتاحة وإعادة توظيفها بما يسهم في خدمة اهداف اللعب. الى جانب اختبار الواقع وتجريب الحلول، وقبول التحديات وادارتها، وتوسيع عتبة التحمل الانفعالي وإدارة الإحباط، والشعور بالانتماء، والتلقائية والمتعة.


وبالنظر الى مفهوم المنعة (الحصانة) النفسية والذي يشير مقدرة الفرد للتعامل مع التحديات باستغلال الموارد الشخصية والمحيطة، نجد ان العاب الطفولة توفر البيئة الاجتماعية والانفعالية لبناء وتطوير المنعة (الحصانة) النفسية من خلال التوسع التدريجي والامن لمواجهة الإحباطات والتعامل معها، وتفكير الطفل بالمصادر الموجود في بيئة بهدف استخدامها واستثمارها لحل المشكلات التي تحول دون ممارسته لألعابه المفضلة. بالإضافة الى أن المنعة (الحصانة) النفسية تتطور من خلال فرصة اختبار الواقع واكتشافه، مما يوفر فرصة لخفض مستوى القلق نتيجة للتجربة المباشرة مع عناصر البيئة الخارجية.

كما يوفر اللعب الفرصة للطفل لاختبار مفهومي التناغم والتنظيم الذاتي واللذان يعدان عنصران مهمان في تعزز مفهوم المنعة (الحصانة) لما يمنحانه من فرص للتنبؤ بالأحداث المحيطة وإدارة القلق.


وفي إطار عرض العلاقة بين ألعاب الطفولة وارتباطها بالمنعة (الحصانة) النفسية، نجد أن بيئة الأطفال المادية والاجتماعية تحد من فرص بناء ذاكرة انفعالية إيجابية من خلال اللعب، نتيجة للقيود والعقبات العمرانية، وضيق وقت الوالدين، وتركيز المدرسة على الابعاد الاكاديمية، والتطور التكنولوجي، وضعف فرص التفاعل الحر بين الاقران، دفع الطفل لتلبية أولويات الوالدين دون وجود مساحة مقبولة لتلبية أولوياته الشخصية.

وفي إطار هذه المتغيرات، أصبح ملحوظا ارتفاع اعداد الأطفال الذين يظهر لديهم اعراض مشكلات سلوكية وانفعالية واجتماعية مبكرة. فقد يكون مفيدا للوالدين الاستثمار في اللعب الحر كمنهج وقائي ونمائي للاطفال، وإتاحة المجال امام ان يكون اللعب مساحة الطفل الخاصة بعيدا عن التوجيه والتقيد.


#امجد ابوجدي

 
أضف تعليق