قصص اطفال - قصة سلمى والقط - بصمة | نلهمك لتبدع
قصص اطفال - قصة سلمى والقط
حجم الخط :
A-
A=
A+

حكاية سلمى، والقط

سلمى فتاة جميلة، تحب اللعب وتهوى مشاهدة التلفاز، لكنها كانت كسولة جدًا، ولا تفعل شيئًا مفيدًا طوال اليوم. فكان الوقت يضيع وهي جالسة أمام التلفاز تشاهد برامجها المفضلة حتى انتهاء اليوم.

وعلى عكس سلمى كانت والدتها نشيطة للغاية، تقوم بطبخ الطعام، ورعاية الأزهار في الحديقة، وتنظيف البيت، وزيارة الأصدقاء والأقارب، وكانت تعتني الأم بيوسف، الأخ الصغير لسلمى. وإن طلبت الأم المساعدة من سلمى، كانت تتهرب وتدعي التعب، ونادرًا ما كانت تلبي نداء أمها التي تصيح طوال الوقت:

"سلمى رتبي سريرك"

"سلمى ساعديني في تنسيق الأزهار"

"سلمى انظري من بالباب"

"سلمى؟ .. يا سلمى؟"

ومهما نادت الأم، فسلمى ليست هنا، فهي متكاسلة أمام التلفاز كالعادة أو في غرفتها لا تفعل شيئاً.

ضاقت الأم ذرعًا بسلوك سلمى المتكاسل. وسألتها: "لماذا أنتِ كسولة هكذا يا سلمى؟"

 

 

التفتت سلمى إلى أمها وهي تتثاءب، وقالت: "ماذا بكِ يا أمي؟ ألا يمكنكِ أن تتركيني أشاهد التلفاز بسلام؟ لمَ تصعبين الحياة عليّ، لمَ لا تدعينني وشأني فأهنأ بحياتي؟"

ضحكت الأم وتفاجأت لرد سلمى، ثم قالت:

"أنتِ في التاسعة من عمرك، عن أي صعوبة تتحدثين؟، ثم أنكِ لا تحضرين لنفسكِ حتى كوب مياه، لماذا تتذمرين إذا؟"

نفخت سلمى في غضب، وقطبت حاجبيها، وأخذت تدب الأرض بقدميها، حتى وصلت إلى غرفتها وهي تتمتم: "تريدين تضييع وقتي في أشياء فارغة ومملة"

ألقت سلمى بنفسها على الفراش في كسل، وأخذت تُحدث نفسها

"يا سلمى، يا سلمى، تعالي، اذهبي، أجيبي، خذي، هاتي.. ألا يوجد غيري في هذا المنزل؟"

 

وفي يوم عيد ميلادها، أحضرت والدة سلمى "قطًا" كهدية لسلمى، قفزت سلمى من الفرح بهديتها الجميلة، فلطالما تمنت أن تربي حيوانًا أليفًا.

ولكن الأم أعطت سلمى بعض النصائح الهامة إن كانت تريد أن تحتفظ بالقط، فيجب أن تكون سلمى مسئولة عن اطعامه، واللعب معه، وتمشيته في بعض الأوقات.

 

 

وفي اليوم التالي جلست سلمى كعادتها أمام التلفاز، تنتظر أن تناديها أمها لتناول الطعام، لكن القط أخذ يلف حول سلمى، ويعلو مواءه، وينطحها برأسه، تأففت سلمى وقالت يا لك من قط مُلّح للغاية، حسنًا سأجلب لك الطعام.

ونهضت سلمى لإحضار الطعام للقط، ووضعته أمامه فبدأ يأكل، ثم ذهبت سلمى إلى غرفتها للنوم، فقفز القط على السرير وأخذ يجذب سلمى، ويقفز نحو الباب، ويدور حول نفسه، ويموء بصوت عال.

ففهمت سلمى أنه يريد أن يذهب إلى الخارج.. خرجت مع القط على مضض، ولكنها بدأت تشعر بالراحة عندما كانت تسير بين الأزهار في حديقة منزلها، وجلست مع القط على العشب تحت آشعة الشمس. وكانت تلك هي المرة الأولى التي لا تكون فيها سلمى أمام التلفاز أو في غرفتها.

 

في اليوم التالي استيقظت سلمى على صوت خربشة القط في ألعابها، فوجدته قد عض بعض الألوان ولوث بها أرضية الغرفة.

 

فذهبت سلمى متكاسلة إلى أمها ثم قالت: "أمي لقد لوث قطي أرضية غرفتي هل بإمكانكِ تنظيفها؟"

 

فضحكت الأم ثم قالت: "بالطبع لا، لقد اتفقنا على أن يصبح القط مسئوليتك، إن كنتِ تريدين أن أنظف أنا الأرضية، سيكون هذا هو اليوم الأخير للقط بمنزلنا، فأنا لدي ما يكفي من المسئوليات"

 

قالت سلمي: حسناً، سأنظفها ولكن لا تأخذي القط بعيدًا.

 

وبالفعل بدأت سلمى في تنظيف الأرضية، وترتيب الألعاب التي بعثرها القط هنا وهناك.

ومرت الأيام وسلمى تتغير فبدلاً من الجلوس أمام التلفاز طوال الوقت، كانت تلعب مع القط، أو تأخذه في تمشية حول المنزل، أو تجلس معه على العشب تحت آشعة الشمس الجميلة. وكانت مسئولة عن طعامه وشرابه، والتنظيف وراءه.

ثم سألت أمها ذات يوم: "كيف تقومين بكل ذلك يا أمي، فأنا أقوم برعاية القط وحده وأتعب في بعض الأحيان، لكنكِ تقومين برعايتي أنا وأخي، وكذلك تعتنين بحديقة المنزل، وتنظفين وتطبخين، وتساعدين أبي، وتقرأين، وتذهبين للتسوق، ألا يشعركِ هذا بالتعب؟"

 

فضحكت الأم ثم قالت: لا يا عزيزتي، فأنا أختار أوقات راحتي، ولكني أفعل بها أشياءًًًُا مفيدة، وأكون سعيدة عندما أساعد الأخرين، فمثلاً عندما تقومين بإطعام القط هل تشعرين بالتعب أم بالسعادة؟

 

سلمى: أشعر بالسعادة البالغة، فأنا أحبه

الأم: وهذا ما أشعر به عندما أقوم بإعداد الطعام لكِ ولأخيكِ

سلمى: ماذا عن الأزهار في الحديقة؟ هل العناية بها شيء ممتع؟

الأم: نعم يا حبيبتي، فهي مخلوقات في غاية الجمال، ونعمة من الله أن ننظر لها فنشعر بالسعادة، فهي زينة للناظرين، وتفوح بأجمل العطور.

فسألت سلمى: وهل يمكنني أن أقوم بزرع وردة بنفسي؟

قالت الأم: بالطبع، سنزرع غدًا وردتك الأولى سويًا.

 

وفي الصباح خرجت سلمى إلى الحديقة مع والدتها، وقامتا بحفر التربة، وتجهيزها لزراعة الوردة، ووضعت سلمى البذور وسقت زرعتها الأولى.

 

وانتظرت سلمى أن تطرح الزرعة، ثم أنبتت وكبرت، وبعد أيام عديدة صارت الوردة كبيرة وجميلة.

 

ذهبت سلمى لأمها وقالت لها: شكرًا يا أمي..

فسألتها الأم : علام تشكرينني يا عزيزتي؟

 

فقالت سلمى: لأنكِ اعتنيتي بي كما كنت أعتني بالقط رغم شغبي المستمر والكوارث التي أقوم بها، والأشياء التي أكسرها، وحاجتي للطعام، وبكائي حين أجوع وأنا صغيرة.

وشكرًا لأنك كنت تفعلين ذلك بحب وصبر، وانتظرتي أن أكبر وأصير جميلة مثلما انتظرت أنا الوردة التي زرعتها

وقمت بسقايتها ورعايتها حتى تصير وردة.

 

فابتسمت الأم وقالت: كم كبرتي يا عزيزتي. وتعلمتِ الدرس.

فقالت سلمى: أي درس؟

قالت الأم: لا عليكِ، ماذا ستفعلين الآن؟

قالت سلمى: سأساعدكِ اليوم أنا وقطي الجميل في إحضار الطعام لعائلتنا

 

حضنت الأم سلمى وقالت لها: بارك الله فيكِ يا بنيتي الجميلة.

 

- النهاية-

التعليقات
avatar
enrorug
منذ 2 سنة
Dyykrg Propecia Apotek https://bestadalafil.com/ - Cialis Xoiptr <a href="https://bestadalafil.com/">Cialis</a> https://bestadalafil.com/ - buy cialis online uk tachy
avatar
gysfupt
منذ 2 سنة
Integr Physiol Behav Sci 1992; 27 66 83 <a href=http://buylasixon.com/>lasix sulfa allergy</a>
أضف تعليق