دور العلاج باللعب بتطور التعقل (Mentalization) لدى الأطفال

د. أمجد احمد ابوجدي

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

يقصد بالتعقل (Mentalization) القدرة على فهم الحالة العقلية للشخص او الاخرين، وقد ينظر اليه، بانها حالة ذهنية تصورية تمكنا من إدارك وتفسير سلوكنا او سلوك الاخرين والمقصد الكامن وراء (الحاجات، والرغبات، والمشاعر، والمعتقدات، والاهداف، والغايات، والأسباب). ويوصف التعقل بمعظم الحالات بانه (فهم حالات سوء الفهم). ويمكن ان يحدث التعقل بشكل الي او واعي، وان حالة التعقل تضعف عند سيطرة الانفعالات الشديدة على الفرد. وينمو التعقل خلال الطفولة ليصبح واضحا بعمر 8 سنوات، ويصل الى أفضل مستوياته بعمر 12، وهو بذلك يتزامن مع نمو مقدرة الطفل على التفكير المجرد والرمزي والذي يحدث بهذه الفترة العمرية.

يهدف التعقل خلال الجلسات العلاجية الى اختبار الطفل كمية من المشاعر والأفكار بالسياقات المختلفة، وكون العلاج باللعب يتصف بدينامية قائم على استخدام سياقات الحياة وتحدياتها بما فيها من أفكار ومشاعر، ورمزية، وتخيل، تحدث بطريقة بسيطة وسلسله بعيده عن الشدة انفعالية، وبإطار يتيح المجال امام الطفل لاستخدام مصادر منعته النفسية والعصبية. لذا فموقف اللعب العلاجي يسهم بإيجاد بيئة نفسية تتناسب عمريا وانفعاليا وفكريا، وتخيليا مع فكرة التنوع والاختلاف والتناقض والتكامل التي يؤسس للتعقل والوعي بالحالة الذهنية والانفعالية والتعامل مع الاختلاف والتناقض واختباره بإطار من العلاقة العلاجية الداعمة، فالكثير من حالات التناقض بالمشاعر، والأفكار، والسلوكات تعالج بإطار البيئة الاسرية بانها حالة أحادية البعد، بعيدا عن فهمها من إطار نمائي وظيفي، مما يعزز حالة الاستقطاب والتطرف الانفعالي بالتعبير عنها اما بالمبالغة بإظهارها، او الاستبعاد والكبت الشديد لها، وان كتلا الحالتين تؤسس لأوضاع نفسية غير اعتيادية. وعليه فان العلاج باللعب يعد من أكثر الوسائل حساسية للتعامل مع مظاهر التناقض بالسلوك والمشاعر كون ان احد عناصر قوته العلاجية يرتبط بعكس الأدوار، وتبديل المشاعر واختبار اشكالها المختلفة مما يسهم بإيجاد فهم حولها يعزز من حالة التعقل لديه.

#دامجدابوجدي #العلاج_باللعب