مشاركة الاطفال العابهم واشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية
د. أمجد ابوجدي
 

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

لا شك ان فهم طبيعة العاب الاطفال، يساعد الاهل فهم حاجة اطفالهم الى اللعب وتوفير الالعاب المناسبة لهم، ولكن ذلك وحده غير كافي دون انخراط الاهل في نشاط اللعب مع اطفالهم، اذن الكثير من الحاجات النفسية يمكن اشباعها خلال لعب الاهل مع اطفالهم. فعلى سبيل المثال حاجة الطفل الى التقبل يمكن تلبيتها، عندما يتقبل الوالدين اسلوب الطفل الخاص خلال لعبه. كما يمكن ان تلبى حاجة الطفل الى الاستحسان عندما يلاحظ الاهل صفات الطفل الايجابية ومدحة عليها، فعندما يثابر في بناء بيت من قطع الخشب، او البلاستيك بعد عدد من المحاولات غير الناجحة. كذلك يمكن للأهل تحقيق حاجة الاهتمام عندما يلعبان مع طفلهما ويعطونه الاهتمام الكافي، اذ يدرك الطفل بانه والديه قريبان اليه ومتواجدان لأجله، مما يسهم في نقل رسالة الاهتمام والاهمية بالنسبة للطفل.

أن الدخول الى عالم الطفل ومشاركته لألعابه يحقق فؤائد وغايات عندما يراعي الوالدين الجوانب التالية:
1- اعطاء الوالدين الفرصة للطفل لقيادة موقف اللعب، اذ يتيح الوالدين بذلك احساس الطفل بالسيطرة على الذات، ويحد من ميل الطفل الى السيطرة غير الايجابية في مواقف الحياة المختلفة.
2- اعطاء الطفل الحرية لاستخدام الالعاب التي يفضلها، واستخدامها بالطريقة بتلقائية، اذ يساعد اللعب الحر في تنمية خيال الطفل وابداعه. وينعكس ذلك ايجابا على نظرة الطفل لنفسه، بان فرد منجز، وهناك من يهتم لرايه، ويعطيه الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به.
3- تشجيع الطفل خلال موقف اللعب، من خلال التأكيد على قدرته على العمل والانجاز، بدل من مدحه فقط، فالأطفال بهذه الحالة يتعرفون على جوانب قوتهم، ويبدؤون باستخدامها في مواقف الحياة المختلفة، فعلى سبيل المثال عندما يأتي اليك الطفل وقد انجز رسمة يمكن ان نقول له " لقد استطعت ان ترسم هذه الرسمة، وعبرت فيها عن الاشياء التي بداخلك" بدلاً من مديح ذلك بكلمات" برافو، او احسنت" فقط. لأنه ذلك يطور لديه اعتماد خارجي في الشعور في الانجاز.
#دامجدابوجدي