صناعة الكراهية
د. أمجد احمد ابوجدي

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

ان الاستخدام المنظم لوسائل الاعلام للكثير من القضايا الاجتماعية، والسياسية والدينية والايولوجية واجترارها وإعادة صياغتها واخراجها بصورة تحريضية استقطابية، يعكس السعي المنظم للإبقاء حالة من التأجيج والاستقطاب الفكري المصحوب بمشاعر الغضب، وتعزيز الإحباط والعجز، وبناء مفهوم الذات لدى الأفراد والجماعات بالتفوق المعتمد على الاعتداء على الاخر وتجاهله.

أن هندسة الراي العام والتحكم به تعتمد بشكل كبير على تمرير مشاعر التأجيج الممزوجة باليائس والتهميش خلال فترة الازمات لما يكون عليه الشخص من حالة ترقب وأوضاع نفسية وعصبية تحد من قدرته على المحاكمة العقلية المنطقية لمحتوى الرسائل التي يتلقاها، والتي نميل الى معالجتها على المستوى الانفعالي بعيدا عن المعالجة المعرفية الدقيقة لها، الامر الذي يعمل على تخزينيها بذاكراتنا مصحوبة بالحالة الانفعالية التي أدركناها بها، مما يسهم بالحفاظ على المشاعر السلبية المصاحبة لها واستثارتها باختلاق مصادر التهديد المختلفة. مما يسهل على الكثيرين الشعور بالإرباك وضعف التميز لمضمون اتجاهاته، او سيطرة الاتجاهات السلبية عليه والتوحد معها لحدود اتخاذ مواقف او قرار تحمل الكراهية في طياتها.

في مثل هذه الأوضاع يجب ان يستمر الخطاب المتوازن بشكل متسق ومستمر بعيد عن حالة الازمة وتداعياتها حتى يتمكن الناس من اخذ الوقت الكافي للتعامل مع مشاعرهم بأوضاع نفسية وعصبية مختلفة، والخروج من حالة الاستقطاب الفكري الى حالة من المحاكمة المنطقية لمعطيات الواقع وتحدياته.
#دامجدابوجدي