اضطراب_الشخصية و  إساءة_استخدام_القوة
د. أمجد احمد ابوجدي
عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسي CCC-CCRP
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

ان سعى الفرد لأدراك تفوقه الاجتماعي والشخصي من خلال الاستهزاء بالأخرين، والنظر الى ظروفهم الحياتية والاجتماعية والمعيشية باعتبارها مادة للضحك والتسلية، او مبررا للاستغلال لا يعكس تصرفات غير مناسبة اجتماعية فقط، بل انها تشير الى مستوى من اضطراب الشخصية و #قلة_الاستبصار بالدوافع الانفعالية اللاشعورية الكامنة وراء هذه التصرفات.

ان #استخدام_السلطة والقوة التي يمنحها الدور الاجتماعي او المهني لامتهان كرامة الاخرين لصفاتهم الشخصية او الاجتماعية، يعكس حالة من الخدران والتبلد الانفعالي. ففي الوقت الذي يمكن ان تكون مثل هذه الظروف سببا للتعاطف والدعم والتمكين، نجد أن الحال لدى مضطربي الشخصية يثير الضحك والسخرية والشعور بالتفوق، والتميز والتعالي. فقلة الاستبصار لديهم والإحساس بالقوة الاجتماعية والمهنية، والتمركز حول الذات، يجعل من الاخرين مسرحا لأسقاط جوانب القصور الانفعالي لديهم. ان اضطراب الشخصية وتحديدا (#الشخصية_الحدية، والمضادة للمجتمع، و #النرجسية, و #الهستيرية) قد تكون خطيرة جدا ان اجتمعت مع مصادر قوة اجتماعية، أو سياسية، أو مهنية، او إدارية، كونها تهدد استقرار الاخرين لإساءة استخدام القوة معهم، دون أدنى شعور بالذنب، وضعف القدرة على فهم ظروف الاخرين للتعاطف معهم.

ونظر للعديد من المؤشرات التي باتت تروج بالأعلام حول اشكالاً مختلفة لاستباحة الاخرين لظروفهم الحياتية او صفاتهم الشخصية، فانه من المناسب ان يفحص ممن لديهم فرصة التأثير على الاخرين جوانب شخصيتهم المختلفة، والوعي بها لتجنب إساءة استخدام القوة وادواتها مع الأخرين.
#دامجدابوجدي