الم الهروب من الألم
The Pain of Avoiding Pain
د. امجد احمد ابوجدي.

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسي CCC-CCRP
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

يميل الانسان عنده مواجهته لمواقف الحياة وتحدياتها الى تجنب العديد من المشاعر المولدة للألم مثل الخسارة، والفقدان، والرفض، وخيبة الامل، والقلق، والتهديد، والخيانة، مستخدما لذلك اليات مثل الانكار، والتبرير، والكبت، او الهروب الى ادمان العادات او المواد. وقد ينجح الانسان بتسكين ألمه لفترة من الوقت، الا انه يكتشف لاحقا انا ما سعى لتجنب مواجهته لم يختفي من حياته النفسية، وانما استبعد، وأصبح الاقتراب منه يمثل هاجسا وخوفا وفزعا، ورعبا ويفسد استقرار زائفا مهددا بالانهيار باي وقت. ان حالة الخوف من مواجهة الألم قد تستمر لسنوات، مسببة حالة من التشويش والارباك والتناقض بالمشاعر والاتجاهات. والتخبط بالمواقف وخلط الأولويات، والعيش بحالة سرابية غير محددة المعالم والحدود، والدخول بمعارك افتراضية بالحياة في سبيل بلوغ الاستقرار المنشود.

أن الوعي بالألم ومصدره والاقتراب التدريجي منه والتعامل معه، قد يكون في كثير من الحالات حلا مناسبا على الرغم مما قد يصيب الانسان من توتر ناتج عن مواجهته. فالتعامل مع الم الماضي قد يحتاج الى قرار واعي قائم على الاختيار لظروف انفعالية جديدة يحددها الانسان في أطار معالجة لما مر به من خبرات. اما تجاهل الألم الماضي وافتراض الحل التلقائي لها، يمثل حال فئة واسعة من الانسان ممن اثقلتهم محاولات البحث عن معادلات لتسكين اوجاعهم دون محاولة النظر لما يمكن ان يسهم به الاقتراب التدريجي من فرص لتأسيس ظروف نمو مستقبلية.
#دامجدابوجدي