التنمر بالاسرة اشكاله ومضامينه النفسية

د. امجد احمد ابوجدي

أستاذ الارشاد والتقييم النفسي المشارك
معالج نفسي ممارس مقاطعة اونتاريو

على الرغم من التركيز على التنمر لدى طلبة المدارس والاطفال ، الا ان هناك اشكالا اخرى للتنمر يحدث في اطار الاسرة وياخذ شكل التنمر بين الاخوان على وجه
التحديد، ويعد من الظواهر التي لم يتم تناولها بشكل موسع.

فالاسرة كبناء ونظام تحكمه ديناميات ورسائل انفعاليه عديدة ، تكون موجة في جزء كبير منها من الاباء والامهات الى الابناء تحمل في طياتها المكانه والقبول والتوقعات والادوار والسلطة والاولويات، وفي اطار ذلك ياخد الابناء هويتهم ويشكلون اتجاهاتهم نحو انفسهم والاخرين من اخوانهم، فمنهم من يحظى بالغفران المطلق ، والاهمية التي تنتهي ، ومنهم من تطلق يداه ليكون الحاكم بامره، ومنهم من يرونهم بحكمة الاسلاف، او يصورنه بعلم لا ينتهي. ليؤسسوا بذلك سلطه وقوه قد يساء استخدمها في اغلب الحالات ليس رغبة في الايذاء او الضرر، وانما للقناعات المطلقة التي حملوها وعززت لديهم الاحساس بالاختلاف عن الاخر .

فالتنمر وفقا لهذا المفهوم قد يتمظهر في بعض مظاهر الاجحاف واعلاء حاجات الذات ، والسعى للحصول على المكانة، وافراد الانا والتربع على عرش القرارات بعيدا عن فهم حاجات الاخرين بالاسرة والموازنة بينها.
هذا النوع من التنمر يفرز اثار مختلفة على ضحاياه كفقدان الاحساس بالذات ونكرانها، والميل الى الاختفاء في مساحات هامشية ، والسعى للحماية والانقياد لراي الاغلبية.

ويبدو ان على الاهل مسؤولية حرجة تنطلق في ادارة القوى بين الابناء وتقديم مفهوم السلطةبينهم بما يخدم الدعم المتبادل وتعزيز الاحساس بالمساندة والتضامن بينهم

#دامجدابوجدي