سيكولوجية الاختيار

د. أمجد احمد أبو جدي
أستاذ الارشاد والتقييم النفسي المشارك -عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسي

يبدو ان الاختيار والاجبار مفهومان متضادان بالحياة، ويبدو ان ثقافة الاجبار تسيطر على الغالبية العظمى من قرارات الفرد وتصرفاته، فمنذ الصغر يعتاد الطفل ان يأكل ويلبس ويتصرف كما يحلو للأخرين المؤثرين بحياته، وتتسع الدائرة ليرى الفرد نفسه مجبورا للتعامل مع أنماط سلوكية وفكرية، ومناهج دراسية، وعلاقات اجتماعية، يلغى فيها الفرد حيزا كبيرا من مظاهر استقلاليته وفرصة للاختيار، وتستمر مظاهر الاختيار بالانحسار بل حتى وانعدامه كلما تقدم في حياته واصبح مكبلا بمزيد من الأدوار الاجتماعية والمهنية حتى نرى في نهاية المطاف أنماط الشخصية القدرية الفاقدة للقدرة ليس فقط على الاختيار بل حتى على التفكير فيه واخذه بعين الاعتبار.

ولا يخفى على أحد عندما نؤكد على أن التقدم والتطور هو اختيار، وأن التخلف والتراجع هو أيضا اختيار، فالانحسار ضمن العديد من الأسطوانات المشروخة على مدار عشرات السنين، واجترار نفس التجارب وترديد نفس الانتقادات للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتربوية، وكان إرادة التغير والقدرة على الاختيار أصبحت خارج نطاق التصور والادراك.

لذا لابد من معالجة فرص الاختيار بشكل واعي والاستثمار فيها في سبيل تمكين الذات وتعزيز مصادرها على الاختيار بأشكاله وصورة المختلفة.
#دامجدابوجدي