مشاعر العار لدى المنتفع بالعلاج النفسي - بصمة | نلهمك لتبدع
مشاعر العار لدى المنتفع بالعلاج النفسي
حجم الخط :
A-
A=
A+

مشاعر العار لدى المنتفع بالعلاج النفسي


د. أمجد احمد ابوجدي
أستاذ مشارك في الارشاد والتقييم النفسي
معالج نفسي ممارس مقاطعة اونتاريو

يحمل المنتفع خلال مراحل العلاج النفسي العديد من المشاعر منها ما يكون واضح وسطحي، وبعضها الاخر يكون عميق، وتعد مشاعر العار من المشاعر العميقة التي تتولد نتيجة عدد كبير من الظروف منها ما هو مرتبطة بالظروف المحيطة بالاضطراب والمرض النفسي، وبعضها الاخر مرتبط بالظروف المحيطة بعملية العلاج النفسي، واي كانت الظروف المساهمة بمشاعر العار، فان التعامل معها تعد من التحديات التي تواجه المعالج النفسي لكونها تتطلب منه ملاحظة حيثية لمستويات التفاعل مع المنتفع والتعرف على مؤشراتها، الى جانب أهمية امتلاك المعالج للمهارات الخاصة للتعامل معها من حيث توقيتها، وشدتها، واتساقها والذاكرة والخبرات المرتبطة بها. خصوصا وان هذه المشاعر نادرا ما يتم التعبير عنها من قبل المنتفعين بشكل مباشر، والخلط بينها وبين مشاعر الذنب والتي تكون مرتبطة بموضوع او فعل محدد، على العكس من مشاعر العار التي تتصف انها معممه ومتجه نحو الذات، وتكون مغلفة بمشاعر الغضب والرغبة بالانتقام والحسد والغيرة، والازدراء، والعظمة، والتي بمعظم الأحيان تكون ردود فعل لمشاعر العار.


كما ان المنتفع في كثير من الأحيان يميل الى استخدام طيف من المصطلحات والمفردات الخاصة والدالة على مشاعر العار مثل (سخيف، أحمق، غبي، عاجز، ضعيف، غير كفؤ، اعتمادي، صغيرة، أقل شأنا، لا استحق، لا قيمة لي، تافهة، خجول). بالإضافة الى الميل الى الحرج المستمر والخجل من الذات، والارتباك حول الأفكار التي يحملها، والتردد، والحديث بخجل، والتمتمه، والصمت، والحديث السريع، او الضحك الكثيف.


وعلى الرغم من وجود العديد ممن المؤشرات الدالة على مثل هذه المشاعر، الا ان العديد من المعالجين قد لا يتعاملون معها، ويتجاهلونها بسبب قلة الخبرة والتدريب لدديهم. ومن الاثار المرتبة على ذلك تعزيز الاكتئاب لدى المنتفعين والذي قد ترفع لديهم احتمالية الاقدام على محاولات الانتحار، حيث ينظر الى الانتحار بانه من أكثر السلوكات تطرفا في التعبير عن العار المرتبط في إدراك الذات. فاليأس المقترن بمشاعر العار يزيد من احتمالية اقدام الأشخاص على الانتحار.


لذا فان امتلاك المعالج للتقييم المناسب والاستجابات المناسبة للتعامل مع مشاعر العار يعد من المهارات الأساسية للمعالج النفسي، والذي بغيابها قد يعرض حالة المنتفع النفسية والصحية لخطر، وفي بعض الأحيان قد يفشل في اتحاذ الخطوات المناسبة للحفاظ على حياته.
#دامجدابوجدي

أضف تعليق