سيكولوجية التنمر الالكتروني

د. أمجد احمد ابوجدي
أستاذ مشارك في الارشاد والتقييم النفسي
معالج نفسي ممارس مقاطعة اونتاريو

يتجاوز التنمر الالكتروني جميع الحدود ليصل الى ضحاياه باساليب وطرق مختلفة. وتتقاطع عدة عوامل لتجعل من هذا التنمر الاشد ضرار من بين اشكال التنمر الاخرى. فامتلاك الاشخاص امكانية انشاء حسابات وهمية تخفي بعض تفاصيل الهوية تعطي المنتمرين قوه قد تدفعهم للتمادي بسهولة والاساءة والتشهير والافتراء على الاخرين. كما ان ضعف القدرة على الحكم وتوقع التبعات المترتبة على السلوك قد تدفع بالمراهق الى القيام بافعال مندفعة ومتهورة بالفضاء الالكتروني اتجاه بعضهم البعض. بالاضافة الى ان سرعة التناقل والنشر تجعل من محتوى التنمر الالكتروني مادة من الصعب السيطرة عليها، وقد تترك اثارا طويلة المدى على ضحاياه. كما ان محدودية المسالة القانونية وطرق اثباته تعطي ممارسيه شعورا بالامان للقيام بما يفكرون به اتجاه ضحاياهم. الى جانب ان التعدد بالقنوات التي تستخدم لممارسته تعطي الفرص امام المتنمرين لابتكار طرق متنوعة للتاثيره على ضحاياهم.

فالتنمر الالكتروني يمارس بمساحات معتمة وينطلق من دوافع عدائية لايقاع الضرر. تتعدد قنواته وتسمح لممارسه بسرعة الاختفاء باطار محدود من المسالة والمسؤولية القانونية قد تفتح المجال لترك اثارا كبيرة طويلة المدى على ضحاياه، في ظل منظومة اجتماعية قد تجد بايذاء الاخرين مظهرا القوة والنشوة.